❗️sadawilaya❗
النائب السابق د نزيه منصور
يعاني اللبنانيون على اختلاف مشاربهم ومناطقهم وأحزابهم وطوائفهم، منذ نشأة لبنان عقب الحرب العالمية الأولى، وبموجب اتفاقية سايكس بيكو التي حددت مساحته الجغرافية وولي أمره المفوض السامي الفرنسي، ووضع دستوره الهمايوني وأعرافه المفككة، والتي حالت وتحول دون قيام روح وطنية ودولة بكل معنى الكلمة...!
توزعت الطوائف إلى قطعان تتزعمها عائلات تتناوب على سوقها يميناً ويساراً على حساب المصلحة العامة، وتصريحات وخطابات وشعارات من هنا وهناك تغازل مشاعر الناس وحاجاتهم، وتستقطب بضعة أزلام (قبضايات) للردع والتأديب عند الحاجة. رغم مرور ما يزيد على مئة سنة على الولادة القيصرية لدولة لبنان (الكبير)، المضحك المبكي أن معظم رموز السياسة في لبنان يتحدثون عن القيم والمبادئ والسيادة والاستقلال والحريات العامة في العلن، أما في الصالونات فتختلف اللغة وتهيمن المصالح الخاصة، ويخضعون للسفارات والقناصل الذين يرسمون خريطة الطريق ويحددون المهمات المطلوب التقيد بها...!
ينهض مما تقدم أن لبنان ولد مفككاً بقصد التحكم به عن بُعد، وبالفعل حقق الفاعل أهدافه وتحكم به، إذ استفاد من زمن متصرفية جبل لبنان وتقمصها بكامل تفاصيلها مع فارق لا يُذكر، بدلاً من ربط الطوائف بمرجعياتها الدولية موسكو وباريس ولندن واسطنبول، تحوّل مربط الساسة إلى عواصم إقليمية درجة ثانية وأولى تبعاً للحدث والأزمات المستجدة...!
وعليه تثار تساؤلات عديدة منها:
١- لماذا هذا الولاء الإقليمي والدولي للبنانيين وليس للوطن؟
٢- لماذا تختلف نظرة الأفرقاء إلى الكيان المؤقت؟
٢- هل حاملو الهوية اللبنانية شعب أم شعوب متعددة؟
٤- هل يأتي زمن نشهد فيه شعب لبناني واحد موحد في السراء والضراء؟
د. نزيه منصور